بعد غياب طويل… سامسونج تعود رسميًا إلى سوريا

شهدت العاصمة السورية دمشق حدثًا استثنائيًا مساء أمس، حيث احتضن قصر العظم التاريخي حفل الإعلان عن العودة الرسمية لشركة سامسونج إلى السوق السورية بعد سنوات من الغياب، وذلك بالشراكة مع وكيلها الجديد شركة البراق، المناسبة التي وُصفت بأنها “عرس وطني” جمعت ممثلين عن وسائل الإعلام، وشركاء محليين، وصناع محتوى.
شركة البراق، التي تشغل مهام الوكيل المعتمد لسامسونج في لبنان والعراق والأردن، أصبحت الوكيل الرسمي للشركة الكورية في سوريا، في خطوة تهدف إلى إعادة ترسيخ حضور العلامة العالمية في سوق ظلّ يتطلع لعودة أجهزتها الرائدة والذكية منذ أكثر من عقد.
خلال الحفل، ألقى معتز العقرباوي، مدير قسم الهواتف الذكية في سامسونج إلكترونيكس المشرق العربي، كلمة مؤثرة رحّب فيها بالحضور، وأكد أن هذه العودة ليست مجرد إطلاق تجاري، بل هي “عرس وطني” و”كتابة صفحة جديدة لسوريا كشريك عالمي ودولي، وعودتها لاعبًا أساسيًا في المشرق العربي والشرق الأوسط والعالم أجمع”، وأردف العقرباوي قائلاً: “قلبنا الدنيا عشان نوفر البضائع لسوريا الحبيبة”، في إشارة إلى التحديات التي رافقت هذا القرار الاستراتيجي.
وتناول العقرباوي في كلمته تاريخ سامسونج منذ تأسيسها، وتوسعها في قطاعات عدة تتجاوز الهواتف الذكية لتشمل الإنشاءات، بناء السفن، الإلكترونيات، السياحة والرياضة، كما أعلن عن برنامج مكافآت خاص للتجار يتضمن حوافز كبيرة تصل إلى تقديم سيارات، وهو ما يعكس رغبة الشركة في تعزيز شبكة توزيع قوية محليًا.
إحدى أبرز النقاط التي شدد عليها العقرباوي كانت تذكيره بمكانة سامسونج السابقة في سوريا، حيث قال إن الشركة استحوذت عام 2011 على نحو 80% من السوق المحلي، مضيفًا أن الهدف اليوم هو استعادة هذه النسبة وربما تجاوزها في المرحلة المقبلة.
ولم يخلُ الحفل من المفاجآت، إذ أعلن العقرباوي عن شراكة استراتيجية مع الشركة السعودية HUMAIN، تهدف إلى توفير تطبيق HUMAIN CHAT لطلاب الجامعات حصريًا على أجهزة سامسونج، مما يعكس توجه الشركة نحو دمج حلول الذكاء الاصطناعي في منظومتها لدعم التعليم والابتكار في سوريا.
عودة سامسونج إلى سوريا عبر “البراق” تمثل لحظة فارقة لسوق الهواتف الذكية المحلي، الذي افتقد أحد أبرز علاماته العالمية طوال أكثر من عقد، ورغم أن التحديات الاقتصادية واللوجستية لا تزال قائمة، إلا أن الحفل في دمشق بعث برسالة واضحة: سامسونج تراهن مجددًا على السوق السورية وتسعى لتكون جزءًا من مستقبلها الرقمي.