هل عادت سامسونج رسميًا إلى سوريا؟ إليك ما نعرفه حتى الآن

أثارت منشورات صادرة عن شركة البراق للاتصالات (AlBoraq) تساؤلات واسعة بعد أن أعلنت عن عودة سامسونج إلى السوق السورية، وقد رافقت هذه الإعلانات عروض على أجهزة حديثة من بينها هاتف Galaxy S25 Ultra، إضافة إلى شاشات وأجهزة منزلية، مع وعود بخدمات ضمان وصيانة داخل البلاد.
الحملة التسويقية لم تقتصر على صفحة فيسبوك، بل امتدت إلى حسابات أخرى على إنستغرام ويوتيوب، حيث نُشرت فيديوهات ترويجية تحت شعار “عودة سامسونج” مرفقة بعناوين محلية لفروع ومراكز خدمة، كما أدرج موقع البراق الرسمي تشكيلة واسعة من منتجات سامسونج مع بيانات اتصال مباشرة في دمشق، ما يعكس وجود كيان تجاري ينشط في توزيع هذه الأجهزة داخل سوريا.
ورغم الزخم الإعلامي الذي رافق الإعلان، لم تُصدر سامسونج العالمية ولا مكتبها الإقليمي في الشرق الأوسط وإفريقيا أي بيان رسمي يؤكد تعيين وكيل جديد في سوريا، وعادةً ما تُعلن الشركة الكورية الجنوبية عبر قنواتها الرسمية عند دخول سوق جديدة أو اعتماد شريك محلي، وهو ما يضع هذه التطورات في خانة “النشاط التجاري المحلي” إلى أن يثبت العكس.
احتمالات التفسير
هناك عدة سيناريوهات لتفسير ما يجري:
- توكيل محلي غير مُعلن: قد تكون سامسونج قد منحت تفويضًا لشريك إقليمي يتيح توريد أجهزتها إلى السوق السورية عبر شركة البراق.
- استيراد تجاري موازي (Gray Market): قد تكون الأجهزة دخلت السوق بطرق غير مباشرة، مع تقديم ضمان محلي من البائع بدل الضمان الرسمي العالمي.
- إعلان استباقي: قد تكون البراق أعلنت عن عودة سامسونج قبل صدور التصريح الرسمي من الشركة الأم.
ما يعنيه ذلك للمستهلك السوري
بالنسبة للمستخدم، فإن توافر منتجات سامسونج في السوق المحلية خطوة إيجابية، خصوصًا أن الشركة الكورية تعد من أكثر العلامات طلبًا في الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية، لكن في غياب بيان رسمي من سامسونج، يبقى التأكد من نوعية الضمان والخدمات أمرًا أساسيًا قبل اتخاذ قرار الشراء، خصوصًا مع احتمال وجود أجهزة مستوردة عبر قنوات غير رسمية.
حتى الآن، ما زال الحديث عن “عودة سامسونج إلى سوريا” قائمًا على إعلانات شركة البراق، دون تأكيد مباشر من سامسونج العالمية، المستجدات المقبلة ستُحدد ما إذا كان الأمر يتعلق بعودة رسمية كاملة، أم بمجرد مبادرة تجارية محلية لتسويق أجهزة الشركة الكورية.
الجدير بالذكر أن سامسونج دخلت السوق السورية رسميًا أواخر العقد الأول من الألفية، حين اعتمدت وكلاء محليين مثل “ديار” و“Astrum” لتوزيع أجهزتها الإلكترونية والهواتف، ومع صعود نجم سلسلة هواتف Galaxy عالميًا بعد 2009، بدأت الشركة تسوّق هذه السلسلة في سوريا بشكل رسمي عبر حملات دعائية محدودة ومتاجر معتمدة.
في عام 2010، كانت دمشق من أوائل المدن العربية التي شهدت إطلاق منتجات متطورة من سامسونج، حيث أعلنت الشركة عن هواتفها الذكية من عائلة Galaxy إلى جانب أجهزة التلفاز 3D في حفل كبير بفندق الفور سيزونز، في تلك الفترة، تم فتح مراكز صيانة وخدمة ما بعد البيع، وأُطلق وعود بتوسيع شبكة التوزيع لتشمل معظم المحافظات السورية.
لكن مع اندلاع الثورة السورية في 2011 واشتداد العقوبات الاقتصادية الدولية على نظام الأسد آنذاك، واجهت سامسونج صعوبات كبيرة في استمرار عملها المباشر داخل سوريا، تدريجيًا، توقفت الشحنات الرسمية وأُغلق معظم نشاطها المعتمد، ليتحوّل السوق السوري إلى ما يُعرف بـ “السوق الموازي” (Gray Market)، حيث كانت منتجات سامسونج تصل عبر الاستيراد غير المباشر من أسواق مثل لبنان، الإمارات وتركيا.
هذا الانسحاب الرسمي جعل المستهلك السوري يعتمد لأكثر من عقد من الزمن تقريبًا على أجهزة سامسونج المستوردة بطرق غير رسمية، مع غياب الضمان العالمي وخدمات ما بعد البيع الحقيقية، ومع ذلك بقيت هواتف Galaxy من أكثر الأجهزة مبيعًا وانتشارًا في سوريا بفضل ثقة المستخدمين بالعلامة الكورية.
اليوم، مع إعلان شركة البراق عن عودة سامسونج إلى السوق السورية، يثار التساؤل: هل نحن أمام عودة رسمية بدعم من الشركة الأم، أم مجرد مبادرة محلية لتسويق الأجهزة عبر قنوات تجارية موازية كما حدث في السنوات الماضية؟ ننتظر آراءكم.